إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 29 ديسمبر 2012

الملف النطلبي لمدينة فجيج


                                          فجيج في 23/12/2012
لجنــــة إنقــــاذ تنميــــة فجيـــــج

            الملـــــــــــف المطلبــــــــــــــي
عرفت مدينة فجيج في الأونة الأخيرة و بالضبط منذ 17 دجمبر 2012، حراكا شعبيا يروم إلى تحقيق مجموعة من المطالب المشروعة ذات الصلة بالواقع اليومي بالبلدة حراكا شاركت فيه مختلف الفئات الشعبية بالمدينة التي خرجت عن بكرة أبيها و بشكل تلقائى ، حضاري و مسؤول لإيصال مطالبها إلى الجهات المسؤولة و التي يمكن إنجازها فيما يلي :

1 ملـــــــف الداخليـــــــة :
- اعتراف السلطة بمشروعية مطالب ساكنة فجيج و حركتهم الإحتجاجية.
- اعادة النظر في الوضعية الحالية لجماعة فجيج و تحويلها من جماعة حضرية إلى جماعة قروية 
- إبقاء إقليم فجيج ضمن الأقاليم التابعة ااجهة الشرقية في التقسيم الجهوي المرتقب.
- رفض اعتبار مدينة فجيج منطقة تأديبية.
- محاسبة المسؤولين على الصعيد المحلي.
- تطبيق القانون بنوع من المرونة.
- إدراج مدينة فجيج كمنطقة حدودية و منحها امتيازات على غرار الا قاليم الصحراوية.
- السماح لساكنة فجيج بولوج ممتلكاتهم المتاخمة للحدود اثناء تلقيح وجني التمور (زوزفانة الملياس العرجة).
- تحسين التعامل مع المواطنين اثناء تواجدهم بادارة الامن. تبسيط مسطرة الحصول على الوثائق الادارية. رفع 
- المقاربة الامنية عن مدينة فجيج. تنقيل عميد الشرطة و بعض رجال الامن                                      
  2 مـــــلف الصحــــــة:
- بناء مستشفى محلي بالمواصفات المطلوبة.
- تنفيد الالتزامات الواردة في المحضر المشترك مع التنسيقية المحلية لسنة 2011        
  على ساكنة فجيج RAMED- تعميم بطاقة  
- تعيين اطر صحية وتقنية كفئة وبشكل دائم بالبلدة (اختصاصين ممرضين).              - خلق قسم خاص ومجهز للولادة بالمدينة.                                                    - تجهيز مختلف المراكز الصحية بالمدينة(المختبر,مختلف الادوية , سيارات الاسعاف, (SCANER الراديو.
- الزام الاطر الطبية بالحترام اوقات العمل القانوني.                                          - تنضيم حملات طبية ميدانية في مختلف التخصصات وخاصة لساكنة ضواحي مدينة فجيج.        

  3 ملـــــــف الفلاحـــــــة:                                                                            تخصيص دعم مادي مباشر لفلاحي مدينة فجيج.            
- تبسيط المساطر الادارية للاستفادة من مشروع المخطط الاخضر.
- تاهيل المركز الفلاحي لفجيج (تعيين مدير مقيم بالبلدة –تعيين تقنيين- تعيين بيطري- محاربة الموظفين الاشباح)
- تسهيل مسطرة الحصول على رخص حفر الابار.
- الاستفادة سنويا من المغروسات والاسمدة والادوية وتوزيعها بشكل عقلاني وبدون محسوبية او زبونية. 
- تعميم توزيع فسائل النخيل و تقديم ضمانات عن جودتها
- إعطاء الأولية لشباب المدينة للا ستفادة من مشاريع تنقية الأعشاش.
- تسهيل مسطرة الحصول على "شهادة الإستغلال" لصغار الفلاحين.
- GABION بناء واقيات الفيض-
- تجهيز الأراضي الفلاحية و توزيعها على الشباب.
- بناء السدود التلية.
- رفع الحصار عن الرعاة بضواحي مدينة فجيج.
- محاربة التصحر.
- الإستفادة من البطاقة الخضراء (  17%) المطبقة في تسعير الطاقة الكهربائية.
- الإستفادة من التخفيضات الممنوحة لجلب الأبقار و المواشى من الخارج.
- إيفاد لجنة لمراقبة تنفيد مشروع المغرب الأخضر بإقليم فجيج.
-الإستفادة من الملك الغابوي في المنطقة المتواجدة فيما بين حاسي 20 و الكعدة الحمراء.
- التعويض عن الخسائر الناجمة عن الفيضان.

4 ملـــــف التجهيـــــز
-خلق تعاونيات سكنية 
- تحقيق في مشروع انجاز الواد الحار بالمدينة.-تبسيط مسطرة فتح المقالع وتخفيف الشروط الواردة في دفتر التحملات الخاص بذلك.                                                                  - ترك الوضعية الحالية للمقالع الى حين ايجاد حل منصف مع ارباب الشاحنات.                      - تعزيزالبنية التحتية للمدينة (بناء القناطر-تعبيد الطرق المؤدية الى الامتدادات-ترصيف وتعبيد الطرق)                
- تعميم الانارة العمومية وخاصة في الاحياء المهمشة 
- تعيين موظفين جدد بوكالة المكتب الوطني للكهرباء بفجيج والزامهم بكشف عدادات الكهرباء شهريا.
- اعادة النظر في الاثمنة المطبقة على الكهرباء. 
- فتح الوكالات البريدية المغلقة بالمدينة تجهيزها بالشبابيك الاتوماتيكية(وكالة زناقة ووكالة الحمام الفوقاني /ولاد سليمان).                                                                                    - تقريب الادارة من المواطنين وفتح فروع لمصالح الخارجية للوزارات بفجيج.                        - بناء سكن اقتصادي وخلق تجزئات سكنية على غرار المدن المغربية في اطار محاربة السكن غير اللائق. 
-  TVA تبسيط مسطرة رخص البناء و إلغاء -
- الغاء تصميم التهيئة الحالي لمدينة فجيج وايجاد بديل يتم اعداده بشكل توافقي.                      - الغاء الضرائب المطبقة على البناء في القصور القديمة.                                              - اعادة النضر وايجاد حلول مستعجلة لمشاكل القائمة منذ ازيد من 20 سنة بتجزئة المسيرة.        - تقوية الصبيب للانترنت محليا                                                                          - احداث وكالات جديدة (ميديتيل-انوي).
- ايجاد حلول للمشاكل المرتبطة بالاتصالات.
- تعزيز الموارد البشرية لاتصالات المغرب(تقنيين). 
- تجهيز الوكالة بمختلف الاجهزة الحديثة على غرار باقي المدن المغربية.
- خلق محطة طرقية نالمدينة.
- منح رجص للنقل المزدوج.
- نفعيل رخصة النقل التى تنطلق من فجيج على الساعة الثانية بعد الزوال.
- توفير النقل لسكان ضواحي فجيج. 
- التقليص من الرسوم المطبقة على التجار بشكل عام. 
5 ملف التشغيل:        
- خلق فرص للشغل اشباب المدينة.
- تعميم الانعاش الوطني.
- العمل على استفادة الحرفيين المحليين من إنجاز المشاريع.
- توظيف حاملي الشواهد بالمدينة في المناصب الشاغرة مع اعتماد نسبة  7 الخاصة بالمعاقين.
- العمل على إيجاد حلول مع المجموعة الوطنية للمجازين و الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين محليا.
- تسهيل التوظيف بالمدينة على غرار الأقاليم الصحراوية.
- دعم المشاريع الصغرى ( المياومين – البنائين....).
- ملأ المناصب الشاغرة بإدارات المدينة.
- ترسيم المستخدمين والعاملين ببلدية فجيج.
- فتح تحقيق في بعض التوظيفات المشبوهة ببعض الإدارات محليا.

ملــــف التعليـــــم:
- يدخل في إطار مطالب النقابات المحلية و جمعيات أولياء التلاميذ.

ملف جبر الضرر الجماعي :
- إعادة النظر في المشاريع المنجزة من طرف بعض الجمعيات.
- إفاد لجنة من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان ثم افتحاص و تقييم المشاريع المنجزة.
- تفعيل التوصيات التي صادق عليها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
مختلفــــــــــــــات:
- تعيين قاضي مقيم بالبلدة.
- قيام وكيل الملك بابتدائية بوعرفة بزيارة فجيج على الأقل مرة واحدة في الشهر للبث في قضايا المواطنين.
- توفير النقل الحضري بالمدينة.
- بناء سوق بمواصفات عصرية.
- تسوية ملف بعض المقاومين و العمل على استفادة مشاركي و مشاركات مدينة فجيج في المسيرة الخضراء من امتيازات التي منحت في باقي المدن المغربية.
- تخفيف المراقبة على شاحنات نقل البضائع.
- رفع اية متابعة للنشطاء الذين يؤطرون الحراك الشعبي بفجيج.
- احداث ملعب لكرة القدم بكامل تجهيزاته.
- الاهتمام و تدعيم المجال الرياضي.
- احداث فضاء للترفيه.
في انتظار الإسراع في تحقيق المطالب المشروعة لساكنة فجيج ، يبقى الحق للحراك الشعبي في التصعيد بأشكال من أجل تحقيق جميع المطالب المشروعة للساكنة.
ملحوظــــــــــة:
يبقى الحق للجنة الحوار عي تفعيل النقاط المدرجة في الملف المطلبي

الأحد، 9 ديسمبر 2012

الصحراء الشرقية: الصحافة و البيعة و التاريخ و الجغرافية

  تنشر بين الفينة و الأخرى مقالات عن الصحراء الشرقية ذات شحنة استفزازية ، ففي آخر عدد من جريدة “الكواليس” لمصطفى العلوي في نهاية الثمانينيات ورد مقال تحت عنوان : “الإبل الجزائرية تغير الحدود” تطرق فيه كاتبه لاستيلاء الجيش الجزائري على “صبخة الملح” بالحجوي قرب بوعنان على أثر عملية تهريب للإبل ، و كان الاستفزاز حين ادعى محرر المقال أن قبيلة دوي منيع و قائدها – أنذاك- بعين الشواطر جزائريان أو من أصل جزائري .
  و بعد نشر هذا المقال أوقفت “الكواليس” عن الصدور لاسيما وان ردودا صحفية صدرت عن نخبة من المنطقة تستنكر وتستغرب أن تأتي هذه الكبوة من صحيفة يديرها صحفي مقتدر ، والأدهى والأمر أن يصدر هذا  الزعم الباطل  عن شخص يحمل لقب ” العلوي ” ، فهذه القبيلة التي لطخت سمعتها ” الكواليس ” هي التي ساهمت في مقدم أول علوي إلى المغرب ، فضريح مولاي الحسن الشريف ( الحسن الداخل ) يحتضن في مدخله قبر “مناع” مرافقه من الينبع إلى تافيلالت ، وتشير المعطيات التاريخية إلى أن العلويين وقبيلة دوي منيع قدموا جميعا من الينبع ، فمصطفى العلوي حين يشكك في مغربية ووطنية دوي منيع قد يشكك في جزء من تاريخه المشترك مع هذه القبيلة .
وفي أواخر شهر يوليوز 2012نشرت جريدة ” الأسبوع الصحفي ” التي يديرها الأستاذ مصطفى العلوي مقالا آخر تحت عنوان : ” القبيلة الجزائرية النائمة في فكيك .. ماذا تنتظر؟ ” يتهم فيه ” لعمور ” إحدى قبائل الصحراء الشرقية التي وجدت نفسها كقبيلة دوي منيع وأولاد جرير – بعد الاستقلال – مشتتة وموزعة بين المغرب والجزائر ، يتهمها بالانفصال والخيانة وخدمة أجندات معادية ….
إن المرء حين يقرأ مقالات ” الأسبوع الصحفي ” وقبلها ” الكواليس “يحق له أن يسائل الراي العام والدولة المغربية بكل أجهزتها ومخابراتها هذه الأسئلة الملحة :
-1- من يتهم من ؟  ومن يكون السائل ومن يكون المسؤول في قضية الصحراء الشرقية؟
في سنة 1957 وفد على قبائل الصحراء الشرقية ببلدة ” أمفيس “شرق الريصاني ،   وفد مغربي رسمي رفيع ، وأخبر الناس بأن بيعتهم في أعناقهم للملك والعرش و أن الدولة المغربية ترى ضرورة تأسيس إدارة لسكان الصحراء الشرقية تحت اسم : ” قيادة دوي منيع ” لإدارة  أحوال السكان في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات مع فرنسا لاسترجاع المناطق التي لم تحرر سنة 1956 ، لكن المسار أخذ اتجاها آخر ، فالمغرب ارتأى تأجيل موضوع   هذه الأراضي إلى أن تنال الجزائر استقلالها ، ولما تم ذلك الكل يعرف ما آلت إليه أحوال الحدود والصحراء الشرقية .
يحق أن نسائل الجميع : ألا تعد هذه المقالات وهذه الاتهامات ظلما مريرا وتشويها للحقائق وقلبا للمسؤوليات ، فعوض أن يطالب السكان الدولة بالتزاماتها تجاههم نرى أن بعض النخب وبعض المسؤولين يجنحون أحيانا إلى تحريك برك كان الأولى أن تظل بعيدة عن الصراع السياسي والتوظيف الإعلامي .
صحيح أن أحداثا وقعت ، ففي  السنين السابقة حدث أن نزحت بعض الأسر من قبيلة “لعمور ” نحو موطنها الأصلي : “العين الصفراء ” بسبب الأوضاع الاجتماعية القاسية ورأينا أن الإعلام الوطني انكب على الظاهرة و أولاها اهتماما خاصا وكأنه يترصد المواطنين لتسجيل بعض الهفوات ، لكن هذا الإعلام لم يحرك ساكنا في سنة 2007 ، فعقب أحداث ما يعرف بانقطاع التيار الكهربائي بمدينة “بشار” اتهم الامنيون الجزائريون السكان بولائهم لملك المغرب عبر شعارات رفعوها و كتابات حائطية خطوها فأعتقل منهم أزيد من 105 شخصا وأطلق سراحهم  فور وصول جنيرال جزائري إلى بشار .
3- إن هذه الاتهامات قد تثير نقاشا مشروعا حول” الوطنية ” ففي ظل العولمة تعد الوطنية نسبية ، وفي الحالة المغربية ونظرا لما آلت إليه أحوال” الرقعة  الجغرافية “للبلاد بعد الاستعمار ، فإن الوطنية لا ترتبط بحدود مسطرة ولا باجتياز لها من قبل جماعة مضطرة ، فحين تقر قبائل خلف  أسلاك ” حدود موروثة عن الاستعمار ” ، بالبيعة ، يصير للبيعة طابع استثنائي ويظهر للعيان كم كان البعض ” غير واقعي ولا ملم بالتاريخ وملابساته” حين دعا إلى إعادة النظر فيها وفي طقوسها ، أن هذه البيعة بالنسبة لقبائل كثيرة  مشتتة في أقطار مختلفة  هي المرادف للوطنية  !
إن من يرى في البيعة انحناء وطقوسا مذلة يكون كمن تخفي عنه  الشجرة الغابة ، فالبيعة تراث ثقافي وتاريخي وحضاري ساهم في انصهار قبائل واثنيات متعددة ، فالمغرب بالمفهوم السياسي ما كان له أن يعانق المغرب التاريخي في انسجام تام لولا البيعة ، فالمغرب التاريخي على الرغم من جنسياته المتنوعة –اليوم – يتماهى وينسجم مع المغرب السياسي الموروث على الاستعمار بفضل البيعة ، فالبيعة إثبات لحقوق حاول الاستعمار ويسعى المستفيدون منه إلى طمس معالمها .
-4- إن الرأي العام يجب أن يكون على بينة من تواجد أجزاء هامة من قبائل تنحدر من الصحراء الشرقية بالمغرب وتحديدا بالرشيدية وفجيج ، فجزء من النخبة المغربية يعلم أن المغرب بالمفهوم التاريخي كان يضم جزءا من الجزائر اليوم وموريطانيا ، وان سكان هذه المناطق ظلت مرتبطة بمناطق أخرى من مغرب اليوم ، فقبيلة دوي منيع على سبيل المثال تنحدر من منطقة بشار ( أو كير) لكن ظلت تتحرك بين بشار تافيلالت … لكن بعد 1962حدث شرخ في التاريخ والجغرافية وفي الذاكرة أيضا ، فلأول مرة تنتصب  الحدود لتشتت قبائل بين دولتين وجنسيتين وتوجهين اديولوجيين ، وتشاء صدف التاريخ الماكرة والسياسة الفاجرة أن يتم هنا وهناك التشكيك في وطنية السكان : هنا يتهمون بخدام أجندات غير”وطنية ” وهناك ينعتون بكونهم ملكين ومغاربة . 
-5- وإذا كان رئيس جماعة “عبو لكحل “   ببوعرفة ، باعتبار الجماعة تمثل قبيلة لعمور قد رفع دعوة قضائية ضد جريدة ” الأسبوع الصحفي ” فإن سكان الصحراء الشرقية يترقبون الحكم ومآل القضية لأنه سيكون مناسبة لاستشراف الموقف الرسمي ، ففي القضايا المصيرية كهذه ستكون للحكم إشارات وقراءات في السطور وما بين السطور !
إن الحكم قد يفصح عن الموقف الرسمي من ” إرث ” سكان الصحراء الشرقية المقيمين بالمغرب ، فالسكان حين قبلوا سنة 1956 بأمفيس ” البقاء في التراب الوطني المحرر سنة 1956  كان ذلك وفق اتفاق ووعد من قبل وفد رسمي أهم ما كان فيه استعادة تراب الصحراء الشرقية إلى الوطن ، لكن لحدود الساعة لم يتم استرداد هذه المناطق ، بل أن اتفاقية إفران المبرمة يبن المغرب والجزائر سنة 1972 سطرت الحدود وفق الموروث الاستعماري الشيء الذي يقتضي من الدولة المغربية التي يستقر على ترابها جزء من قبائل الصحراء الشرقية والدولة الجزائرية المستفيدة من الأرض وجزء من السكان أن يعيدا فتح المفاوضات حول قضايا السكان لتدشين مقاربة أخرى تليق بإنسان الألفية الثالثة .                   ربيع الاصفر

الخميس، 6 ديسمبر 2012

شعرالصحراء الشرقية قبيلة دوي منيع نموذجا

تعتبر الثقافة الشعبية من أهم و أبرز مقومات المجتمع لأنها تحافظ على استمراره وبقائه ، وهي البوابة والمنفذ الذي يساعد على وضع الجماعات في الطريق الصحيح لبلوغ النمو والتطور المنشود بل تعتبر الثقافة المحلية ضرورية لتسطير كل برنامج يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة
ومن هذا المنطلق سنحاول أن نقوم بتعريف القارئ ونقدم المهتم مادة خصبة لفهم جزء مهم من ثقافتنا الشعبية التي بقيت دفينة ذاكرة الإنسان تناقلها شفهيا دون أن تحظى بالتدوين وبالدراسة المستحقة مقارنة مع تراث جهات المملكة .
إن شعر قبيلة دوي منيع يعد جزءا مهما من الثقافة الشعبية المغربية لسكان الصحراء الشرقية المغربية والتي تعتبر مهد الدولة العلوية ، وهو شعر لا يخلو من مظاهر الحياة في شتى مجالاتها لأنه تصوير صادق لهموم هؤلاء السكان وتعبر صارخ عن آلامهم ، وآمالهم ، ومعاناتهم وطموحاتهم فهو يدفعهم إلى المقاومة والتحدي ، ومواجهة الأخر بحد السيف ، ووقع الكلمة ، فكان شعر هذه القبيلة ولا يزال تعبيرا صادقا عن تلك المظاهر والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي واكبها سواء ما تعلق بالبيعة والارتباط بالملوك العلويين أو ما تعلق بمقاومة الاستعمار ، أو ما وقع من أحداث وطنية أو محلية ... خصوصا لما وجد الشاعر قبيلته وأهله منقسمين بين دولتين . وربط هذا الواقع المتردي بالماضي المجيد ، مما دفع بكل الشعراء إلى ضرورة العودة إلى تلك القيم التي كان عليها الناس وسيطربها السكان على هذه المنطقة وبسطوا نفوذهم على هذه الجهة فكان درعا واقيا من التشتت والتفرقة والتخاذل أمام قوى الشر والعدوان .
وقبل أن نشرع في تحليل هذا الموروث الثقافي المهم لابد من التعريف بالمنطقة التي شب وترعرع بين شعابها و وديانها : 
التعريف بالمنطقة :
واد كير:"أو النيل الصغير كما كان يحلو لبعض المعمرين يسميه ، لأنه في نظره بإمكانه أن يحقق الرفاهية ورخاء عيش لدوي منيع ، وأن تصبح هذه المنطقة من أغنى منطقة في الصحراء الشرقية المغربية - المفوتة فرنسيا إلى السلطات الجزائري – إذا ما أحسن استغلاله "، بهذه العبارة عبر المعمر الفرنسي عن إعجابه واندهاشه بما تزخر به المنطقة وهو على هذا الوادي الذي يمتد على طول الصحراء الشرقية ويشق في طرقه سهلا خصبا رحبا مترامي الأطراف والنواحي تبلغ مساحته حوالي 3500 أو 4000 هكتار أو أكثر من الأراضي الصالحة للزراعة . وعن هذا الوادي المنطقة اسمها من جهة الصحراء الشرقية وقد عرفت باسم مركز العبادلة أو سهل العبادلة نسبة إلى قصر العبادلة الذي يدل على احد فصائل قبيلة دوي منيع . 
-
أما اسم كير فيعود إلى بداية القرن الأول الميلادي كما جاء في كتب بعض الرحالة الرمان الذين مروا بهذه المنطقة أثناء مطاردة للقبائل الامزيغية قديما ، إذ يعتبر سيتونيوس بولينيوس أول قائد روماني ؟أطلق هذا الاسم على الوادي ، بعد أن اخترق جبال الأطلس وكير وهو الوادي الذي من هذه الجبال مرورا بالقصور الشمالية لجماعة زادي النعام ببوذنيب بإقليم الرشيدية . ويمتد في عمق الصحراء الشرقية المغربية حيث يجتمع بوادي الناموس فيكونان وادي الساورة إلى أن تصب مياهه في توات في منحدر الصحراء الشرقية المغربية . 
أما كلمة كير فهي مشتقة من الكلمة العبرية "كارة " وتعني ( انقسم – صغر – ضاع – وتلاشى - ) ويعتبر هذا الوادي من أهم الوديان في هذه المنطقة إذ يبلغ طوله على ما يزيد على 600، 700 كلم كما جاء في بعض وثائق المستعمر .
"Gire prononcer Guire .ce explique pourquoi on la souvent écrit ainsi rivière de cette partie de la guetulie qui répond au région sud-est du Maroc. Elle descend de l’atlas oriental. Coule toujours au sud- sud reçoit l’oued en NAMOUSS . grossi de l’ oued SAOURA ;et va prendre dans les bas fond TOWAT ;au nord-ouest. Justifiant d’ailleurs tout. Ce qu’indique son nom . qui vient de L’HEBREUGRA(se diviser- s’amoindrir –disparaître- ). « Document pour servir l’étude au Nord-Ouest africaine. P. 262
طبيعة المنطقة : 
التربة : تعتبر هذه المنطقة خصوصا - سهل العبادلة – تربة فيضية منقولة حملها الوادي وأرسبها في هذه المنطقة لقلة انحدارها ، ازداد سمكها على مر السنين وتعاقب الفيض حتى بلغ سمكها في بعض المناطق 30م أو يزيد ، مما يدل على أنه سهل صالح للزراعة وخصوصا الحبوب . أما من ناحية النباتات فهي لا تختلف كثيرا على نباتات تافيلالت يغلب عليها الطابع الصحراوي ، أشجارها متوسطة الطول والحجم إلى جانب كثرة اشحار النخيل ، ولقد كونت هذه النباتات بمختلف أنواعها غابات كثيفة ساعدت على التخفيف من قساوة الجو وحجز زحف الرمال ، كما ساعدت السكان أثناء المقومة على تكبيد الاستعمار أفدح الخسائر ، وتنفيذ أهم العمليات الفدائية .
وعلى ضفاف هذا الوادي وداخل السهل انتشرت قصور كثيرة عرف كل وادح منها باسم الفصيل أو الفرقة التي بنته وقامت به : كقصر العبادلة وقصر أولاد عايد والمساعدة و الخوصيين و الادارسة و الذيابات وغيرهم ....

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

أعمال عنف بولاية بشار المحتلة ردا على التمييز الجزائري في حق أهلها

بشار المحتلة – أطلس نيوز/ خاص 

اندلعت طيلة نهار يوم الثلاثاء بولاية بشار المحتلة – 880 كلم شرق الرباط- أعمال احتجاجية ضد قوات الاحتلال الجزائري المرابطة بالمدينة، ردا على أعمال التمييز العنصري، التي تستهدف كبرى المدن المغربية المحتلة في الصحراء الشرقية، من قبل النظام العسكري الجزائري..


وقام المتظاهرون المغاربة الذين يرزحون تحت نير حكم الجنرالات الجزائريين، برشق مقر الولاية، وكذا مقرات الشرطة، والعديد من المباني الحكومية، ومباني المستوطنين الجزائريين، بقنابل "المولوتوف" المصنوعة محليا٬ مما تسبب في إغلاق حركة المرور بوسط المدينة٬ وإغلاق المؤسسات البنكية، فيما خلفت عددا من الإصابات في صفوف المحتجين من ذوي الأصول المغربية وعناصر شرطة الإحتلال.


وتأتي أعمال العنف هذه ثلاثة أيام، بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة "الساورة" التي تتبع ذات الإقليم، والتي نتج عنها حينذاك جرح العشرات، بينهم 32 شرطيا من عناصر الأمن الجزائري..


ووفقا لمصادر "أطلس نيوز.نت"، فإن تجدد أعمال العنف بإقليم بشار مرده هذه المرة، الإقصاء الممنهج الذي تتعرض له الأوساط الرياضية والثقافية من قبل السلطات المركزية في الجزائر العاصمة، والتي كان آخرها، العقوبات التي طالت الفريق المحلي "شبيبة الساورة"٬ على خلفية أحداث شغب اندلعت خلال مباراتها مع فريق اتحاد الحراش أحد أندية العاصمة..


وحول العقوبات التي طالت ممثل المدينة المغربية المحتلة، فإن مصادرنا تحدثت عن أن لجنة التأديب التابعة للرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم قررت اعتبار نتيجة المباراة في صالح الفريق العاصمي، مع خوض "شبيبة الساورة" لأربع مقابلات من دون جمهور، ودفع غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار " ما يساوي 20 ألف درهم مغربي"، وحرمان الفريق على قلة مداخله مقارنة مع الفريق الجزائرية، من التعويضات المتعلقة بحقوق التلفزيون٬ فيما عوقب نادي اتحاد الحراش فقط بغرامة مالية قدرها 100 ألف دينار، أي 10 ألف درهم مغربي فقط..
تعليق الصورة- وسط مدينة بشار المحتلة، ورمزها البراد المغربي الشهير..

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

رسالة مفتوحة إلى السيد كريستوفر روس .

السيد : روس . تناقلت بعض قصاصات الأخبار انشغالكم بالجانب الإنساني المرتبط بمشكل الصحراء ، فالأسر مشتتة بين دولتين : المغرب وتندوف ( التابعة اليوم للجزائر ) وللتخفيف من المعاناة نظمت الأمم المتحدة رحلات جوية لتبادل الزيارات بين الأسر الصحراوية بين الجهتين .
إنكم السيد روس ، باعتباركم قد مكثتم طويلا بالجزائر في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، على إلمام بأن المشاكل الإنسانية لا تهم فقط سكان الصحراء التي انتم مبعوث الأمم المتحدة في شأنها ، فهناك قبائل أخرى مشتتة بين المغرب والجزائر و منذ 1962 فكل قبائل الصحراء الشرقية : كذوي منيع ، أولاد جرير ، الشعابنة ، لعمور ....مشتتة بين دولتين ظلت الحدود مقفلة بينهما وحرم السكان من حقوق كثيرة وعلى رأسها الحق في التجمع العائلي .
وإذا كان الصراع بين دولتين أو أكثر حول منطقة في الجنوب الغربي للمملكة المغربية إلى بؤرة "أممية " بسبب حسابات دولية ضيقة وخاصة ، فان سكان المنطقة الموجودة في الجنوب الشرقي للمملكة والجنوب الغربي للجزائر هي الأخرى حبلى بكل الظروف والمؤشرات ، وإذا كان النزاع المسلح قد" خمد" بعد حرب الرمال في أكتوبر 1963 ، فان الأوضاع الإنسانية جد متفاقمة وتستدعي تدخلا "امميا" .
وعليه فإننا نخاطبكم بصفتكم الإنسانية ، ونثير انتباهكم أن السكان في الجنوب الغربي للجزائر والجنوب الشرقي للمملكة متشتتون منذ أن نالت الجزائر استقلالها بين دولتين متنازعتين غالقتين للحدود .
إننا نلتمس من معاليكم – لتشابه القضيتين وتداخلهما – برمجة لقاءات مع السكان في الجانب المغربي والجانب الجزائري و لنقل هموم ومعاناة السكان إلى السيد الأمين العام ومن تمة إلى مجلس الأمن .

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

"قبيلة ذوي منيع امتداد حضاري وولاء للعرش العلوي"


في إطار الأنشطة الموازية للمعرض الدولي للتّمور بمدينة أرفـود ، وبتنسيق مع جمعية مهرجان أرفـود ، تنظم  جمعية ذوي منيع للتراث و التنمية بأرفود رواقا تراثيــا تحت شعـار :
"قبيلة ذوي منيع امتداد حضاري وولاء للعرش العلوي"
وذلك أيام 08-09-10 -11  نونبـر 2012 ، بشارع المولى إسماعيـل بجوار مقر الجماعة القروية لعرب الصباح بأرفــود .




 




الثلاثاء، 10 يوليو 2012

خبايا ترسيم الحدود المـــغـربية الجزائرية



في الصورة امبارك الوزري أحد قادة  جيش التحرير بقبائل ذوي منيع و أولاد  جرير.
قد يكون من الحكمة نسيان الماضي والتوجه إلى المستقبل، لكن لا يمكن غض الطرف عن حقيقة تطاول الجزائر على جزء كبير من الصحراء المغربية على الحدود الشرقية والجنوبية، ماشجع، سنوات بعد ذلك، شرذمة من الانفصاليين على تفجير نزاع مفتعل مازال مستمرا إلى اليوم. 
  نادية البوكيلي
 
لحسن حظ المغرب أن رجالا ممن شاركوا في اللجنة الوطنية للحدود المغربية، التي تأسست في عهد الملك الراحل محمد الخامس، مازالوا على قيد الحياة، يشهدون على موضوع ضرب عليه جدار من الصمت أزيد من 30 سنة، كما أن الوقائع التاريخية بدورها شاهدة على ما حدث وستشهد على المستقبل القريب والبعيد، بالقدر الذي لا يمكن لأي متتبع للنزاع القائم حول الصحراء المغربية أن يمر على هذا الموضوع دون أن يطرح موقع الجزائر في كل التطورات التي يعرفها الملف. 
فوصول النزاع حول الصحراء إلى هيأة الأمم المتحدة، ليس السبيل الوحيد لملء بياضات عمرت لفترة تزيد عن ثلاثة عقود. والتحدي الحالي يكمن في معرفة كيف وقع "السطو" على الأراضي المغربية سواء في الغرب أو في الشرق أو حتى في الشمال. 
أوفقير على الخط 
بشهادة مشرفين على ملف الحدود المغربية الجزائرية، فإن أوفقير، الذي شغل منصب وزير الداخلية ثم أصبح بعد انقلاب الصخيرات سنة 1971 بأسبوع فقط وزيرا للدفاع، لعب دورا مشؤوما في الاتفاق الذي وقع يوم 15 يونيو 1972 الخاص بالحدود بين البلدين الجارين. 
اتفاق وقع في ظرف زمني حساس تميز بتعرض المغرب لمحاولتي انقلاب، الأولى يوم عاشر يوليوز 1971 وهو الانقلاب الذي استهدف قصر الصخيرات، فارق إثره الحياة أزيد من مائة شخصية بارزة وعادية كانت موجودة في القصر نفسه. وانقلاب ثان وقع يوم 16 غشت 1972 لكن هذه المرة جوا بعد محاولة الهجوم على الطائرة الملكية.
في تلك المرحلة، كانت يد أوفقير طويلة في الاتفاق الموقع بين المغرب والجزائر حول الحدود بين البلدين عام 1972. ولم يكن آنذاك أعضاء الوفد المغربي يفهمون سر حرص أوفقير على تتبع مسار الاتفاق من ألفه إلى يائه وكانت بعض مواقفه تثير استغرابا كبيرا من قبل المذكورين. لكن الواضح أن أوفقير كان يسعى جاهدا إلى إرضاء مطامح الجيران ربما لأنه كان يراهن على دعم الجزائريين له في "المحاولة الانقلابية" التي كان بصددها في سرية تامة. والغريب أيضا أن أوفقير أبرم "الصفقة" مع الجزائر بالشروط التي رآها مناسبة لأهدافه وتخدم مصالحه، علما أنه كان على بعد أربعة أشهر فقط من انقلاب من خلال محاولة الهجوم على طائرة بوينغ الملكية.
فكانت الخلاصة أنه وقع مع الجزائريين اتفاقا على مقاسه الخاص وأعطاهم حق التصرف في التراب الوطني أو كما قال متتبع للملف "أوفقير باع واشترى أراضي المغرب باسم المغرب"، ومن ثم بدأ يعرف اتفاق 1972 بـ"الاتفاق المشؤوم" لأنه سمح للجزائريين بالتصرف في مناطق من الصحراء الشرقية المغربية من واحات وأدغال وهي مناطق لها قصة طويلة أيام فرض الحماية الفرنسية على المغرب عام 1912.    
     
مخطط فرنسا الكبير 
ككل دولة استعمارية، أخفت فرنسا مطامحها في منطقة المغرب العربي التي أحكمت حولها قبضتها عقودا طويلة. 
حط الاستعمار الفرنسي رحاله في الجزائر ثم في المغرب، وكان مهندسو السياسة الاستعمارية آنذاك واعين كل الوعي أن المنطقة حبلى بالثروات الطبيعية والبشرية، فكان لابد من تخطيط استراتيجي يقوم على تقسيم الأراضي ووضعها في خانة "الممتلكات الخاصة" تتصرف فيها فرنسا وقتما شاءت وكيفما شاءت. 
التوغل الاستعماري جعل فرنسا تتعامل مع المنطقة على أنها جزء لا يتجزأ من ترابها الأصلي الموجود في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، والأدهى والأمر أنها سمحت لنفسها بأن تخضع أراضي مغربية صحراوية محاذية للجزائر إلى سيادة هذا البلد، ففي قرارة نفسها، من حقها التصرف في أراضي البلد الذي تستعمره دون قيد أو شرط. 
وتحدث عارفون بهذا الملف عن وقوع "بتر في الأراضي المغربية" وإلحاقها بالأراضي الجزائرية التي كانت هي الأخرى تعتبرها فرنسا جزءا من أراضيها. والهدف الأخير إحكام فرنسا قبضتها على منطقة المغرب العربي وتسهيل عملية الغزو في مختلف المجالات والميادين بدون مقاومة أو عراقيل. 
يقول مصدر إن "التراب المغربي تعرض أثناء مرحلة الحماية المغربية الفرنسية للتجزئة والتفتيت، كما اقتطعت منه أراض شاسعة على حدوده الشرقية والجنوبية، ووجدت الجزائر نفسها مالكة لها بعد الاستقلال مع علمها أنها سلبت من الأراضي المغربية".
وفور حصول المغرب على الاستقلال، وبسرعة فائقة، رجعت الإدارة إلى المغاربة وتمكن كل من عينهم الملك الراحل محمد الخامس من الجلوس على كراسي مسؤولين فرنسيين سابقين، تمت العملية في وقت قياسي ومذهل وكانت التعليمات الملكية واضحة في هذا المضمار "لابد من استرجاع الإدارة ووضع اليد على الملفات التي تركت فوق مكاتب الفرنسيين". وتحكي مصادر أن اللحظة لم تكن سهلة بالنسبة إلى الفرنسيين، هناك من ذرف دموع الفراق وهناك من سارع إلى جمع صوره الخاصة وصور أفراد عائلته التي كان يزين بها مكتبه في الإدارة المغربية.. المهم أن كل هذا وقع في عجالة تحسبا للطوارئ.
كانت الأولوية بالنسبة إلى الراحل محمد الخامس "مغربة الإدارة" والتخلص من آثار الحماية.
 إلى جانب هذا، وجد المغرب نفسه، أيضا، أمام تحد كبير مرتبط بموضوع استرجاع أراضيه التي سلبت منه من قبل الفرنسيين الذين ضموها إلى الأراضي الجزائرية وأورثوها لهذا البلد دون وجه حق. ومن هنا بدأت المواجهة.
تحدي إقامة المغرب العربي 
المؤكد أن حلم إقامة وحدة مغاربية راود المسؤولين المغاربة. بدأت اللقاءات على مستويات عليا، لكن اتضح أن الأمر ربما سيحتاج إلى "بعض التنازلات" خصوصا في ما يتعلق ب"أجزاء من التراب الوطني". ورغم أن المغرب تمكن في وقت وجيز، مقارنة مع البلدان المغاربية الأخرى، من أن يتخلص من الاستعمار ويسترجع إدارته من أصدقاء ليوطي ووضع المفاتيح في يد مغاربة وإخلاء أغلب المكاتب من الفرنسيين، إلا أن هذا لم يمنعه من تقديم الدعم والمساندة للبلد الجار الجزائر الذي كان لا يزال يعاني ويلات الاستعمار والحرب ضد فرنسا، إذ شارك مغاربة عديدون في "حرب التحرير" وانضموا إلى صفوف المقاومة الجزائرية وأشهروا السلاح في وجه المستعمر الذي تخلصوا منه للتو. فمن المغاربة من فقد رجله ومنهم من بترت يده، بل منهم من قدم حياته فداء للإخوة الأشقاء.
وما وقع مع الجزائر، يقول مصدر واكب الملف منذ بدايته، أن المغرب غلّب حلم إقامة الاتحاد المغاربي وكان أشد حرصا على هذا الموضوع مقارنة مع باقي الدول المجاورة إلى درجة أنه كان على استعداد لتجاوز كل ما من شأنه أن يعيق المشروع في المنطقة، غير أنه، للأسف، مازال هذا الحلم لم يتحقق بسبب استمرار الخلاف بين البلدين الجارين بخصوص أراض، تعلم الجزائر جيدا ويعلم رئيسها عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان في تلك المرحلة وزيرا للشؤون الخارجية، أنها ملك للمغرب وأنها أدرجت في خانة الأراضي الجزائرية بسبب "تكتيك استعماري" اعتمدته فرنسا وهي الآن تختار موقف المتفرج في ما يقع من صراع بين البلدين، وفي المقابل هي مطالبة بأن تبرئ ذمتها أمام التاريخ.  
معزوزي ...محافظ حقيبة الحدود المغربية
> أينما حل وارتحل، كان محمد معزوزي، مقرر اللجنة الوطنية للحدود المغربية والمكلف بالأمور التاريخية، يحمل في يده حقيبة الأوراق الخاصة بالصحراء، لا يتركها إلا إذا رجع إلى مقر وزارة الداخلية فيودع مفتاحها لدى موظف خاص. 
رجل جمع بين الإدارة، متقلدا مناصب في وزارة الداخلية ثم الوزارة الأولى، وبين الكتابة. يتذكر معزوزي أن الراحل الحسن الثاني كان دائما يسأله كيف يتمكن من التوفيق بين الاثنين.
وفي المقابل، كان الملك الراحل دائما يشجعه على التأليف، بل إنه أمره أكثر من مرة ألا يترك ملف الحدود، فلن ينسى معزوزي وصية الراحل الحسن الثاني له عندما قال "أينما كنت سواء في الوظيفة أو خارجها، عليك أن تبقى دائما مهتما بقضية حدود بلادك".
استطاع معزوزي، عامل سابق ومدير الشؤون العامة في الداخلية ومستشار الشؤون القروية في الوزارة نفسها، أن يؤلف أربعة كتب كلها تتحدث عن الحدود المغربية وتحكي عن مسار طويل للمغرب مع هذا الموضوع. 
في كتبه الأربعة، وجد معزوزي نفسه مضطرا لإدراج العديد من الصور التاريخية والخرائط لأهم المناطق الصحراوية سواء في الشرق أو في الجنوب أو في الشمال.  
ورغم انشغالاته الوظيفية، إلا أن شغف إطلاع الرأي العام على ما وقع خلال سنوات مضت كان فوق كل اعتبار بالنسبة إلى معزوزي، الذي فقد ابنه وفيق في أحداث انقلاب الصخيرات في يوليوز 1971. منذ هذا الحادث الأليم، نزع معزوزي عنه الزي الرسمي الذي كان يرتديه أيام كان عاملا في مدينة أكادير وقبلها في مدن أخرى، وتفرغ لموضوع الحدود المغربية.  
كتب معزوزي أن اقتطاعا وقع في الأراضي المغربية بسبب اتفاقية وقعت بين المغرب والجزائر يوم 15 يونيو 1972، وهو الاتفاق الذي وقعه من الجانب المغربي محمد طيبي بنهيمة، وزير الشؤون الخارجية، آنذاك، وعن الجانب الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي كان على رأس الخارجية الجزائرية
أعضاء لجنة الحدود المغربية


قبل نهاية الستينات، أقدم الملك الراحل محمد الخامس على تعيين لجنة وطنية للحدود المغربية تتكون من 11 عضوا. 
لجنة انكبت على موضوع الحدود وأعدت ملفا متكاملا قصد عرضه على الجزائريين، وكان آخر اجتماع عقدته اللجنة المشتركة بين البلدين منتصف يناير 1976. وتتكون اللجنة المغربية من:
- محمد الشرقاوي، وزير الشؤون الخارجية ورئيس اللجنة.
- عبد الكبير فاسي، سفير في الاتحاد السفياتي (سابقا) 
- محمد سعداني، سفير مدير مكلف بإفريقيا 
- عبد الوهاب بن منصور، مؤرخ 
- أحمد السنوسي، سفير 
- محمد معزوزي، عامل مدير الشؤون العامة في وزارة الداخلية
- العربي فاهسي، كاتب عام في وزارة موريتانيا والشؤون الصحراوية
- الخطابي، مدير الديوان الملكي
- فتحي نجار، مدير ديوان وزارة الشؤون الخارجية 
- حليمة ورزازي، عضو ديوان وزارة الشؤون الخارجية 
- محمد تازي، مستشار في وزارة الشؤون الخارجية   

السبت، 30 يونيو 2012

أوفقير كان هدفه تصفية كل مغربي شريف يعمل على استرجاع الصحراء الشرقية إلى الوطن الأم.

لم يتحقق حلم سكان الصحراء الشرقية في استرجاع مناطق العبادلة والقنادسة وبشار وتندوف .....بعد الاستقلال وتنكرت الجزائر لمعربيه هده المناطق وبقي حلم دوي منيع و أولاد جرير يتأرجح بين  صمت حكومات المغرب المتعاقبة مند الاستقلال إلى الآن والتعنت الجزائري المستفز على الشريط الحدودي الغير المرسوم . وللوقوف على تاريخ المقاومة واهم محطاتها الأساسية بمناطقنا المغتصبة  من لدن جنيرلات الجزائر قمنا بزيارة المقاوم الوزري أمبارك ورفيقه في الكفاح البشتاوي البشير فكان لنا معهما كشفا فيه عن مجهودات قبائل المنطقة التي كانت تعمل بوصية محمد الخامس في مساعدة الجزائر لنيل استقلالها ، في أفق عودة العبادلة والقنادسة وبشار ...المغربية إلى حظيرة الوطن الأم .كما وقفنا على تدمرهما وتدمر سائر أبناء قبائل هده المنطقة جراء الإهمال واللامبالاة من طرف المسئولين .. وهدا مقطف من دلك الحوار الطويل ....
حاوره العيرجي المبروك
 من هو أمبارك الوزري ؟
يعتبر أمبارك الوزري من مواليد 1931بالعبادلة
 إقليم بشار بالصحراء الشرقية , قائد لجيش التحرير بقبائل دوي منيع و أولاد  جرير , حامل لبطاقة المقاوم رقم 523437, المقاطعة 17 مركز بوعنان بالصحراء الشرقية ,
    تخرج على يده عدة مقاومين شاركوا في التصدي للتغلغل الفرنسي ,بمنطقة الساورة
و كان من أصحاب فكرة بعث وفد قبيلة دوي منيع و أولاد جرير إلى الراحل المغفور له محمد الخامس للبث في شأن منطقة الساورة .
لم يحقق حلم سكان الصحراء في استرجاع مناطق بشار و العبادلة و القنادسة و تندوف (...) بعد استقلال المغرب و الجزائر. فتنكرت الشقيقة الجزائر لمغربية هذه المناطق , ليبقى حلم جميع المغاربة بصفة عامة و دوي منيع و أولاد جرير بصفة خاصة يتأرجح بين صمت و إهمال الحكومات الوطنية المتعاقبة ... و التعنت الجزائري المستفز على الشريط الحدودي الغير المرسوم.
و للوقوف على تاريخ المقاومة و أهم محطاتها الأساسية بمناطقنا المغتصبة من لدن جنرالات الجزائر قمنا بزيارة المقاوم" الوزري أمبارك و رفيقه في الكفاح " البشتاوي البشير" فكان لنا معه حوار طويل  كشف فيه عن  مجهودات قبائل المنطقة للعمل بوصية محمد الخامس في مساعدة الجزائر لنيل استقلالها , في أفق عودة العبادلة و القنادسة و بشار (...) المغربية إلى حظيرة الوطن الأم ,
كما وقفنا على تذمره و تذمر سائر أبناء قبائل هذه المنطقة جراء الإهمال و اللامبالاة من طرف المسؤولين ..سنحاول أن نقف مع القارئ على حلقة من حلقاته .
  س- السيد أمبارك الوزري ، متى وكيف ارتبطت بصفوف جيش التحرير بالصحراء الشرقية ؟
  ج - اسمحوا لي أن أعود بكم إلى الوراء وبالضبط منذ أن بدأ المحتل الفرنسي يتغلغل بمنطقتنا (بشار ,القنادسة, العبادة والنواحي ... فتعرضت قبائل ذوي منيع وأولاد جرير لاستفزازات الجيش الفرنسي المسيطر آنذاك على التراب الجزائري  , فبدأت فكرة ولوج العمل السياسي تنمو في أوساطنا  و هكذا انخرطنا بتلقائية في تعبئة السكان للتصدي لمخططات المستعمر ، وبحكم طبيعة عملي بإحدى مناجم العبادلة  كانت لدي علاقات اجتماعية سهلت علي مأمورية التنظيم والتوعية . فبدأنا بتقديم  المساعدة لإخواننا الجزائريين و مدهم بالمؤونة وكل ما يحتاجونه في تلك الفترة ... فتطور هذا العمل السياسي إلى العمل الفدائي وشرعنا في تدريب الفدائيين والمقاتلين لتنفيذ العمليات الفدائية ضد المستعمر في كفاح مشترك مع إخواننا الجزائريين, ولما وقع سوء التفاهم معهم على الحدود انفصلنا عنهم وكونا جيشا خاصا وتعسكرنا في جبال بشار وجبال كروز .
س -  ما سبب سوء تفاهمكم مع الأشقاء الجزائريين وكيف استمرت المقاومة ؟
ج -  اختلفنا بعد ما بدأت بعض القيادات الجزائرية في جبهة  التحرير  تخطط لفصل هذه المناطق ( بشار القنادسة العبادلة ... ) عن الوطن الأم أي المملكة المغربية فقررنا بعد مشاورات بين أعيان قبائل ذوي منيع وأولاد جرير أن ننسق مع بعض زعماء جيش التحرير المغربي, لنبعث وفدا إلى السلطان محمد الخامس لنكشف له عن حقيقة الدعاية الجزائرية آنذاك.
س - ممن كان يتكون هذا الوفد وكيف تم اختيار عناصره ؟
ج  - لقد تم اختياره من صفوف المقاتلين آنذاك ، وكان يتألف من أربعة عناصرمن بينهم البشتاوي البشير الذي يجلس بجانبي يمكنه أن يحدثكم عن تفاصيل ما جرى لأنه ليس من  رأى كمن سمع .
 س- السيد "البشتاوي البشير" فلتعرفنا بنفسك؟ 

ج – ا"لبشتاوي البشير" من مواليد بشار حامل لبطاقة مقاوم رقم : 506096 شاركت في النضال إلى جانب أشقائنا الجزائريين ثم التحقت بجيش التحرير المغربي, وبعده انضممت إلى  صفوف القوات المسلحة الملكية برتبة ضابط صف إلى أن أحلت على التقاعد . حضيت بشرف المشاركة في وفد الصحراء الشرقية الذي استقبله محمد الخامس طيب الله ثراه . إلى جانب زملائي في الكفاح واذكر منهم:
- بن زيدان احمد .
- لخضر الشعنبي .
- لخليفة الشعنبي ولد عبد القادر سكرون .
وكان برفقة الوفد" الفقيه البصري" رحمه الله و"احمد الفكيكي" . وذلك يوم 25 مارس سنة 1958 م .
س –  إذن ما هو مضمون اللقاء الذي جمعكم بالمغفور له محمد الخامس ؟
ج – لما اختلفنا مع أشقائنا الجزائريين حول مسألة الحدود لم نجد من سبيل يخرجنا من هذا المأزق إلا طرح المشكل بين أنظار جلالته ، فامتثلنا بين يديه الكريمتين . ولما علم بمبتغانا رحب بنا جلالته وبدأ يستفسرنا عن حدود منطقتنا قائلا :
* أتعرفون العين الصفراء* ؟ قلنا نعم نعرفها .
* أتعرفون جبوجت النص* ؟  قلنا نعم ,
* أتعرفون وادي الناموس؟*  قلنا نعم .
* أتعرفون حجرة الأتراك ؟ *  قلنا لا
 فقال رحمه الله :
*  من حجرة الأتراك إلى نهر السنغال هذه هي حدود بلادكم *.
فاندهشنا لهذه الدقة في ترسيم حدود ربوع وطننا العزيز . ثم اخبرنا جلالته بأننا  تركنا  خلفنا حوالي 240 مسلحا بعدتهم وعتادهم مرابطين بجبال بشار ينتظرون أوامرك ونصائحك النيرة .
فقال رحمه الله :* دافعوا عن الأرض  بصفتها مغربية وقدموا العون لإخوانكم الجزائريين .
س- جاء في كلامكم أنكم تركتم رجالا مسلحين بجبال بشار والنواحي من كان يمدكم بالسلاح والعدة والعتاد ؟
ج – في حقيقة الأمر السلاح الذي كان بحوزتنا في بداية المقاومة لم تمدنا به لا الجزائر و لا المغرب و إنما اغتنمه  رجال قبائل" ذوي منيع وأولاد جرير" عن طريق الهجوم على ثكنات المستعمر الفرنسي و نستحضر على سبيل الذكر هجوم المقاومين على مركز " تاغيت" بزعامة القيادي" زكرياء الجر يري " حيث  ألقي  القبض على 15 جنديا فرنسيا بسلاحه . والهجوم على" فرمة مستا تور" بقيادة الحاضر معنا "الوزري أمبارك المنيعي" . لكن بعد ما  امتثلنا بين يدي جلالة محمد الخامس , و مدنا  بالنصائح و الإرشادات علمنا من جلالته أن هناك ميزانية مخصصة لجيش التحرير بالصحراء الشرقية و ختم كلامه بأنه لن يتنازل على شبر من أرضه و أرض أجداده و لن يتراجع عن مساعدة الشقيقة الجزائر .
س- الآن "السيد الوزري والسيد البشتوي" ما هو المنعطف الذي عرفته المنطقة بصفة عامة وعناصر جيش التحرير لقبائل ذوي منيع وأولاد جرير بصفة خاصة منذ الاستقلال إلى الآن ؟
ج- يمكنني أن أبدا لكم الحديث بعد استقلال الجزائر ، لما ذهب وفد دوي منيع وأولاد جرير للقاء جلالة الملك بالحجيرة بأرفود  .  فأخبره البروتوكول بأن وفد دوي منيع ينتظر أوامره . لم يترك الوفد يتكلم وقال لهم رحمه الله : ″يا ذوي منيع إذا لم تكونوا تعرفون حالتكم المدنية أنا أدلكم عليها : مكانزور جدي حتى أزور جدكم ″ ( فب اشارة الىقبر مناع الدي يوجد بمدخل الحسن الداخل جد الاسرة العلوية ) ؛ ثم استفسر جلالته الوفد عن عدد هؤلاء الأعيان وأخبروه بان عددهم يفوق الألف رجل فأعطى أوامره رحمه الله بان يستفيد هؤلاء من الوظائف العمومية والحكومية : ( الدرك الأمن والإدارات العمومية ....) لكن اوفقير أخد هده التعيينات والتوصيات الملكية الشريفة وحولها إلى عشيرته والموالين له بعين الشيعر  بينما دوي منيع وأولاد جرير فكان يقوم بمضايقتهم بل انه سخر حاشيته لترحيل النخب المتعلمة منهم وإبعاد كل من كان يستشف منه انه  سيفضح مخططاته لجلالة الملك وخير دليل على ما نقول انه كان يبعث بنا ونحن جنود في صفوف القوات المسلحة الملكية   إلى الجزائر بدون أوراق قانونية وكان هدفه من وراء دلك تصفية كل مغربي قح يؤمن بمغربية هده المناطق ( بشار القنادسة العبادلة ... ) بالطريقة الاوفقيرية .
 س ـ في نظركم لمادا كان اوفقير يكن العداوة لهؤلاء السكان ؟
ج ـ لأنه وبكل بساطة ″كان- اوفقير- بايع البلاد للجزائريين لان أصله من هناك  ″ وكان يعلم جيدا بان دوي منيع وأولاد جرير يرفضون خيانة الوطن والملك وخير دليل فالجزائريون حاولوا معنا مرارا لكن عندنا ″النيف على الوطن والملك ″ .
       س- ما هي مطالبكم الأساسية ؟
ج ـ مطلبنا الأول والأخير هو أن تسترجع أراضينا ( بشار القنادسة العبادلة  ... ) التي قدمنا من اجلها الغالي والنفيس وسقط العديد من ابنائنا شهداء من اجل تحريرها .  وان يرفع الحيف والتهميش عن سكان هده المناطق وان يكون لنا ممثل لدى جلالة الملك ينقل له همومنا وتطلعاتنا .