إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 6 ديسمبر 2012

شعرالصحراء الشرقية قبيلة دوي منيع نموذجا

تعتبر الثقافة الشعبية من أهم و أبرز مقومات المجتمع لأنها تحافظ على استمراره وبقائه ، وهي البوابة والمنفذ الذي يساعد على وضع الجماعات في الطريق الصحيح لبلوغ النمو والتطور المنشود بل تعتبر الثقافة المحلية ضرورية لتسطير كل برنامج يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة
ومن هذا المنطلق سنحاول أن نقوم بتعريف القارئ ونقدم المهتم مادة خصبة لفهم جزء مهم من ثقافتنا الشعبية التي بقيت دفينة ذاكرة الإنسان تناقلها شفهيا دون أن تحظى بالتدوين وبالدراسة المستحقة مقارنة مع تراث جهات المملكة .
إن شعر قبيلة دوي منيع يعد جزءا مهما من الثقافة الشعبية المغربية لسكان الصحراء الشرقية المغربية والتي تعتبر مهد الدولة العلوية ، وهو شعر لا يخلو من مظاهر الحياة في شتى مجالاتها لأنه تصوير صادق لهموم هؤلاء السكان وتعبر صارخ عن آلامهم ، وآمالهم ، ومعاناتهم وطموحاتهم فهو يدفعهم إلى المقاومة والتحدي ، ومواجهة الأخر بحد السيف ، ووقع الكلمة ، فكان شعر هذه القبيلة ولا يزال تعبيرا صادقا عن تلك المظاهر والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي واكبها سواء ما تعلق بالبيعة والارتباط بالملوك العلويين أو ما تعلق بمقاومة الاستعمار ، أو ما وقع من أحداث وطنية أو محلية ... خصوصا لما وجد الشاعر قبيلته وأهله منقسمين بين دولتين . وربط هذا الواقع المتردي بالماضي المجيد ، مما دفع بكل الشعراء إلى ضرورة العودة إلى تلك القيم التي كان عليها الناس وسيطربها السكان على هذه المنطقة وبسطوا نفوذهم على هذه الجهة فكان درعا واقيا من التشتت والتفرقة والتخاذل أمام قوى الشر والعدوان .
وقبل أن نشرع في تحليل هذا الموروث الثقافي المهم لابد من التعريف بالمنطقة التي شب وترعرع بين شعابها و وديانها : 
التعريف بالمنطقة :
واد كير:"أو النيل الصغير كما كان يحلو لبعض المعمرين يسميه ، لأنه في نظره بإمكانه أن يحقق الرفاهية ورخاء عيش لدوي منيع ، وأن تصبح هذه المنطقة من أغنى منطقة في الصحراء الشرقية المغربية - المفوتة فرنسيا إلى السلطات الجزائري – إذا ما أحسن استغلاله "، بهذه العبارة عبر المعمر الفرنسي عن إعجابه واندهاشه بما تزخر به المنطقة وهو على هذا الوادي الذي يمتد على طول الصحراء الشرقية ويشق في طرقه سهلا خصبا رحبا مترامي الأطراف والنواحي تبلغ مساحته حوالي 3500 أو 4000 هكتار أو أكثر من الأراضي الصالحة للزراعة . وعن هذا الوادي المنطقة اسمها من جهة الصحراء الشرقية وقد عرفت باسم مركز العبادلة أو سهل العبادلة نسبة إلى قصر العبادلة الذي يدل على احد فصائل قبيلة دوي منيع . 
-
أما اسم كير فيعود إلى بداية القرن الأول الميلادي كما جاء في كتب بعض الرحالة الرمان الذين مروا بهذه المنطقة أثناء مطاردة للقبائل الامزيغية قديما ، إذ يعتبر سيتونيوس بولينيوس أول قائد روماني ؟أطلق هذا الاسم على الوادي ، بعد أن اخترق جبال الأطلس وكير وهو الوادي الذي من هذه الجبال مرورا بالقصور الشمالية لجماعة زادي النعام ببوذنيب بإقليم الرشيدية . ويمتد في عمق الصحراء الشرقية المغربية حيث يجتمع بوادي الناموس فيكونان وادي الساورة إلى أن تصب مياهه في توات في منحدر الصحراء الشرقية المغربية . 
أما كلمة كير فهي مشتقة من الكلمة العبرية "كارة " وتعني ( انقسم – صغر – ضاع – وتلاشى - ) ويعتبر هذا الوادي من أهم الوديان في هذه المنطقة إذ يبلغ طوله على ما يزيد على 600، 700 كلم كما جاء في بعض وثائق المستعمر .
"Gire prononcer Guire .ce explique pourquoi on la souvent écrit ainsi rivière de cette partie de la guetulie qui répond au région sud-est du Maroc. Elle descend de l’atlas oriental. Coule toujours au sud- sud reçoit l’oued en NAMOUSS . grossi de l’ oued SAOURA ;et va prendre dans les bas fond TOWAT ;au nord-ouest. Justifiant d’ailleurs tout. Ce qu’indique son nom . qui vient de L’HEBREUGRA(se diviser- s’amoindrir –disparaître- ). « Document pour servir l’étude au Nord-Ouest africaine. P. 262
طبيعة المنطقة : 
التربة : تعتبر هذه المنطقة خصوصا - سهل العبادلة – تربة فيضية منقولة حملها الوادي وأرسبها في هذه المنطقة لقلة انحدارها ، ازداد سمكها على مر السنين وتعاقب الفيض حتى بلغ سمكها في بعض المناطق 30م أو يزيد ، مما يدل على أنه سهل صالح للزراعة وخصوصا الحبوب . أما من ناحية النباتات فهي لا تختلف كثيرا على نباتات تافيلالت يغلب عليها الطابع الصحراوي ، أشجارها متوسطة الطول والحجم إلى جانب كثرة اشحار النخيل ، ولقد كونت هذه النباتات بمختلف أنواعها غابات كثيفة ساعدت على التخفيف من قساوة الجو وحجز زحف الرمال ، كما ساعدت السكان أثناء المقومة على تكبيد الاستعمار أفدح الخسائر ، وتنفيذ أهم العمليات الفدائية .
وعلى ضفاف هذا الوادي وداخل السهل انتشرت قصور كثيرة عرف كل وادح منها باسم الفصيل أو الفرقة التي بنته وقامت به : كقصر العبادلة وقصر أولاد عايد والمساعدة و الخوصيين و الادارسة و الذيابات وغيرهم ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق