إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 مايو 2012

قبائل الصحراء الشرقية يطالبون بالساورة في يوم الأرض .

العيرجي الطيب
إنه لشيء جميل أن يتم اختيار مدينة الرباط ضمن خمس مدن عالمية للاحتفال بيوم الأرض و الذي من خلاله يطمح المغاربة كسائر شعوب العالم أن تعاد طرق التعامل مع البيئة بصفة عامة و حسن استغلال خيرات الأرض دون أن يكون لهذا الاستغلال تأثير على الكائنات , و التي يبقى الإنسان هو المتضرر الأول و المستفيد الأول إن أحسن التعامل معها .
و قد أحسن مسؤولوا بلادنا التعبئة لهذا الحدث العظيم بشتى الوسائل من خلال تحرك فعاليات المجتمع المدني و التغطية الإعلامية و التوعية عبر القنوات التلفزية و الإذاعية و كذا المكتوبة . و كم سيكون لهذه المواكبة شأن عظيم لوأن هياتنا الوطنية السياسية و المدنية ربطت بين يوم الأرض و فتح المطالبة بأراضينا المغتصبة بالصحراء الشرقية من طرف جنرالات الجزائر الذين استحوذوا على الأرض و طردوا المواطن المغربي منها , و جاء قانون ماليتهم الجديد لهذه السنة يأمر المحافظة العقارية الجزائرية بالتشطيب على أسماء ملاك الأراضي المتخلى عنها و التي للأسف هي أراضي مسجلة بأسماء مغاربة الصحراء الشرقية , و كأن جنرالات الجزائر لم يكتفوا بتهجير ما يزيد عن 45 ألف أسرة مغربية في السبعينيات من القرن الماضي . و تشتت الأسر المغربية و لم يشفوا غليلهم بعد رغم أن عساكرهم يتلددون بين الفينة و الأخرى في السطو على رحل عزل مغاربة ,و يسلبونهم ماشيتهم ظلما و عدوانا, و تبقى واقعة 24 أبريل سنة 2005 خير شاهد على الترامي على حقوق الغير الذي تجاوز اغتصاب الأرض إلى المال و الإنسان عندما أقدمت سلطات الجزائر على مصادرة 1650رأس من الغنم و جر ثلاثة رحل إلى سجن ولاية بشار و الغريب في الأمر أن هؤلاء الرحل إن بحثنا عن أصلهم سنجد أن مسقط رأسهم بمنطقة بشار.لان هؤلاء الرحل ينتمون إلى هذه الأرض أبا عن جد . و لا غرابة في ذلك ما داموا ينتمون لقبيلة ذوي منيع التي استوطنت الصحراء الشرقية من تافيلالت إلى الساورة قبل دخول الاستعمار الفرنسي و كانت تبايع سلاطين المغرب و أرشيف المستعمر و قبله وثائق العثمانيين و شهادة المؤرخين تقر أن الأرض مغربية و قبائلها مغاربة بالبيعة و التمسك بالعرش العلوي . لهذا كله نطلب من الهيات الرسمية كل من موقعه أن يفتح ملف أراضينا المغتصبة بالصحراء الشرقية ليعيد الاعتبار لضحايا هذه المناطق و نوقف تسلط جنرالات الجزائر لأنه بعدما استطاع مشروع الحكم الذاتي أن يفشل أطماعهم على حساب وحدتنا الترابية أصبحوا يتسابقون مع الزمن من أجل طمس حقائق مغربية مناطق الصحراء الشرقية من خلال قانون ماليتهم الجائر , و الذي خرق معاهدة حفظ ممتلكات الرعايا المبرمة بين الدولتين في بداية الستينات و هذا ليس بجديد على جنرالات الجزائر , ما يهمنا نحن كمغاربة و خاصة فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطني المختلفة أن نتصدى لكل من يحاول سلبنا أراضينا واغتصابها منا .
و في الأخير نقول إن الاحتفال باليوم الوطني للأرض لن يكتمل بالنسبة للمغاربة إلا و أراضي الساورة يرفرف فوقها العلم الوطني , و في أفق تحقيق هذا الحلم الكبير يجب إعادة الاعتبار لقبائل هذه المنطقة من خلال التعويض عن الممتلكات و توظيف الشباب المعطل و رفع التهميش و الإقصاء عن الرحل المنكوبين .