إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 29 ديسمبر 2012

الملف النطلبي لمدينة فجيج


                                          فجيج في 23/12/2012
لجنــــة إنقــــاذ تنميــــة فجيـــــج

            الملـــــــــــف المطلبــــــــــــــي
عرفت مدينة فجيج في الأونة الأخيرة و بالضبط منذ 17 دجمبر 2012، حراكا شعبيا يروم إلى تحقيق مجموعة من المطالب المشروعة ذات الصلة بالواقع اليومي بالبلدة حراكا شاركت فيه مختلف الفئات الشعبية بالمدينة التي خرجت عن بكرة أبيها و بشكل تلقائى ، حضاري و مسؤول لإيصال مطالبها إلى الجهات المسؤولة و التي يمكن إنجازها فيما يلي :

1 ملـــــــف الداخليـــــــة :
- اعتراف السلطة بمشروعية مطالب ساكنة فجيج و حركتهم الإحتجاجية.
- اعادة النظر في الوضعية الحالية لجماعة فجيج و تحويلها من جماعة حضرية إلى جماعة قروية 
- إبقاء إقليم فجيج ضمن الأقاليم التابعة ااجهة الشرقية في التقسيم الجهوي المرتقب.
- رفض اعتبار مدينة فجيج منطقة تأديبية.
- محاسبة المسؤولين على الصعيد المحلي.
- تطبيق القانون بنوع من المرونة.
- إدراج مدينة فجيج كمنطقة حدودية و منحها امتيازات على غرار الا قاليم الصحراوية.
- السماح لساكنة فجيج بولوج ممتلكاتهم المتاخمة للحدود اثناء تلقيح وجني التمور (زوزفانة الملياس العرجة).
- تحسين التعامل مع المواطنين اثناء تواجدهم بادارة الامن. تبسيط مسطرة الحصول على الوثائق الادارية. رفع 
- المقاربة الامنية عن مدينة فجيج. تنقيل عميد الشرطة و بعض رجال الامن                                      
  2 مـــــلف الصحــــــة:
- بناء مستشفى محلي بالمواصفات المطلوبة.
- تنفيد الالتزامات الواردة في المحضر المشترك مع التنسيقية المحلية لسنة 2011        
  على ساكنة فجيج RAMED- تعميم بطاقة  
- تعيين اطر صحية وتقنية كفئة وبشكل دائم بالبلدة (اختصاصين ممرضين).              - خلق قسم خاص ومجهز للولادة بالمدينة.                                                    - تجهيز مختلف المراكز الصحية بالمدينة(المختبر,مختلف الادوية , سيارات الاسعاف, (SCANER الراديو.
- الزام الاطر الطبية بالحترام اوقات العمل القانوني.                                          - تنضيم حملات طبية ميدانية في مختلف التخصصات وخاصة لساكنة ضواحي مدينة فجيج.        

  3 ملـــــــف الفلاحـــــــة:                                                                            تخصيص دعم مادي مباشر لفلاحي مدينة فجيج.            
- تبسيط المساطر الادارية للاستفادة من مشروع المخطط الاخضر.
- تاهيل المركز الفلاحي لفجيج (تعيين مدير مقيم بالبلدة –تعيين تقنيين- تعيين بيطري- محاربة الموظفين الاشباح)
- تسهيل مسطرة الحصول على رخص حفر الابار.
- الاستفادة سنويا من المغروسات والاسمدة والادوية وتوزيعها بشكل عقلاني وبدون محسوبية او زبونية. 
- تعميم توزيع فسائل النخيل و تقديم ضمانات عن جودتها
- إعطاء الأولية لشباب المدينة للا ستفادة من مشاريع تنقية الأعشاش.
- تسهيل مسطرة الحصول على "شهادة الإستغلال" لصغار الفلاحين.
- GABION بناء واقيات الفيض-
- تجهيز الأراضي الفلاحية و توزيعها على الشباب.
- بناء السدود التلية.
- رفع الحصار عن الرعاة بضواحي مدينة فجيج.
- محاربة التصحر.
- الإستفادة من البطاقة الخضراء (  17%) المطبقة في تسعير الطاقة الكهربائية.
- الإستفادة من التخفيضات الممنوحة لجلب الأبقار و المواشى من الخارج.
- إيفاد لجنة لمراقبة تنفيد مشروع المغرب الأخضر بإقليم فجيج.
-الإستفادة من الملك الغابوي في المنطقة المتواجدة فيما بين حاسي 20 و الكعدة الحمراء.
- التعويض عن الخسائر الناجمة عن الفيضان.

4 ملـــــف التجهيـــــز
-خلق تعاونيات سكنية 
- تحقيق في مشروع انجاز الواد الحار بالمدينة.-تبسيط مسطرة فتح المقالع وتخفيف الشروط الواردة في دفتر التحملات الخاص بذلك.                                                                  - ترك الوضعية الحالية للمقالع الى حين ايجاد حل منصف مع ارباب الشاحنات.                      - تعزيزالبنية التحتية للمدينة (بناء القناطر-تعبيد الطرق المؤدية الى الامتدادات-ترصيف وتعبيد الطرق)                
- تعميم الانارة العمومية وخاصة في الاحياء المهمشة 
- تعيين موظفين جدد بوكالة المكتب الوطني للكهرباء بفجيج والزامهم بكشف عدادات الكهرباء شهريا.
- اعادة النظر في الاثمنة المطبقة على الكهرباء. 
- فتح الوكالات البريدية المغلقة بالمدينة تجهيزها بالشبابيك الاتوماتيكية(وكالة زناقة ووكالة الحمام الفوقاني /ولاد سليمان).                                                                                    - تقريب الادارة من المواطنين وفتح فروع لمصالح الخارجية للوزارات بفجيج.                        - بناء سكن اقتصادي وخلق تجزئات سكنية على غرار المدن المغربية في اطار محاربة السكن غير اللائق. 
-  TVA تبسيط مسطرة رخص البناء و إلغاء -
- الغاء تصميم التهيئة الحالي لمدينة فجيج وايجاد بديل يتم اعداده بشكل توافقي.                      - الغاء الضرائب المطبقة على البناء في القصور القديمة.                                              - اعادة النضر وايجاد حلول مستعجلة لمشاكل القائمة منذ ازيد من 20 سنة بتجزئة المسيرة.        - تقوية الصبيب للانترنت محليا                                                                          - احداث وكالات جديدة (ميديتيل-انوي).
- ايجاد حلول للمشاكل المرتبطة بالاتصالات.
- تعزيز الموارد البشرية لاتصالات المغرب(تقنيين). 
- تجهيز الوكالة بمختلف الاجهزة الحديثة على غرار باقي المدن المغربية.
- خلق محطة طرقية نالمدينة.
- منح رجص للنقل المزدوج.
- نفعيل رخصة النقل التى تنطلق من فجيج على الساعة الثانية بعد الزوال.
- توفير النقل لسكان ضواحي فجيج. 
- التقليص من الرسوم المطبقة على التجار بشكل عام. 
5 ملف التشغيل:        
- خلق فرص للشغل اشباب المدينة.
- تعميم الانعاش الوطني.
- العمل على استفادة الحرفيين المحليين من إنجاز المشاريع.
- توظيف حاملي الشواهد بالمدينة في المناصب الشاغرة مع اعتماد نسبة  7 الخاصة بالمعاقين.
- العمل على إيجاد حلول مع المجموعة الوطنية للمجازين و الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين محليا.
- تسهيل التوظيف بالمدينة على غرار الأقاليم الصحراوية.
- دعم المشاريع الصغرى ( المياومين – البنائين....).
- ملأ المناصب الشاغرة بإدارات المدينة.
- ترسيم المستخدمين والعاملين ببلدية فجيج.
- فتح تحقيق في بعض التوظيفات المشبوهة ببعض الإدارات محليا.

ملــــف التعليـــــم:
- يدخل في إطار مطالب النقابات المحلية و جمعيات أولياء التلاميذ.

ملف جبر الضرر الجماعي :
- إعادة النظر في المشاريع المنجزة من طرف بعض الجمعيات.
- إفاد لجنة من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان ثم افتحاص و تقييم المشاريع المنجزة.
- تفعيل التوصيات التي صادق عليها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
مختلفــــــــــــــات:
- تعيين قاضي مقيم بالبلدة.
- قيام وكيل الملك بابتدائية بوعرفة بزيارة فجيج على الأقل مرة واحدة في الشهر للبث في قضايا المواطنين.
- توفير النقل الحضري بالمدينة.
- بناء سوق بمواصفات عصرية.
- تسوية ملف بعض المقاومين و العمل على استفادة مشاركي و مشاركات مدينة فجيج في المسيرة الخضراء من امتيازات التي منحت في باقي المدن المغربية.
- تخفيف المراقبة على شاحنات نقل البضائع.
- رفع اية متابعة للنشطاء الذين يؤطرون الحراك الشعبي بفجيج.
- احداث ملعب لكرة القدم بكامل تجهيزاته.
- الاهتمام و تدعيم المجال الرياضي.
- احداث فضاء للترفيه.
في انتظار الإسراع في تحقيق المطالب المشروعة لساكنة فجيج ، يبقى الحق للحراك الشعبي في التصعيد بأشكال من أجل تحقيق جميع المطالب المشروعة للساكنة.
ملحوظــــــــــة:
يبقى الحق للجنة الحوار عي تفعيل النقاط المدرجة في الملف المطلبي

الأحد، 9 ديسمبر 2012

الصحراء الشرقية: الصحافة و البيعة و التاريخ و الجغرافية

  تنشر بين الفينة و الأخرى مقالات عن الصحراء الشرقية ذات شحنة استفزازية ، ففي آخر عدد من جريدة “الكواليس” لمصطفى العلوي في نهاية الثمانينيات ورد مقال تحت عنوان : “الإبل الجزائرية تغير الحدود” تطرق فيه كاتبه لاستيلاء الجيش الجزائري على “صبخة الملح” بالحجوي قرب بوعنان على أثر عملية تهريب للإبل ، و كان الاستفزاز حين ادعى محرر المقال أن قبيلة دوي منيع و قائدها – أنذاك- بعين الشواطر جزائريان أو من أصل جزائري .
  و بعد نشر هذا المقال أوقفت “الكواليس” عن الصدور لاسيما وان ردودا صحفية صدرت عن نخبة من المنطقة تستنكر وتستغرب أن تأتي هذه الكبوة من صحيفة يديرها صحفي مقتدر ، والأدهى والأمر أن يصدر هذا  الزعم الباطل  عن شخص يحمل لقب ” العلوي ” ، فهذه القبيلة التي لطخت سمعتها ” الكواليس ” هي التي ساهمت في مقدم أول علوي إلى المغرب ، فضريح مولاي الحسن الشريف ( الحسن الداخل ) يحتضن في مدخله قبر “مناع” مرافقه من الينبع إلى تافيلالت ، وتشير المعطيات التاريخية إلى أن العلويين وقبيلة دوي منيع قدموا جميعا من الينبع ، فمصطفى العلوي حين يشكك في مغربية ووطنية دوي منيع قد يشكك في جزء من تاريخه المشترك مع هذه القبيلة .
وفي أواخر شهر يوليوز 2012نشرت جريدة ” الأسبوع الصحفي ” التي يديرها الأستاذ مصطفى العلوي مقالا آخر تحت عنوان : ” القبيلة الجزائرية النائمة في فكيك .. ماذا تنتظر؟ ” يتهم فيه ” لعمور ” إحدى قبائل الصحراء الشرقية التي وجدت نفسها كقبيلة دوي منيع وأولاد جرير – بعد الاستقلال – مشتتة وموزعة بين المغرب والجزائر ، يتهمها بالانفصال والخيانة وخدمة أجندات معادية ….
إن المرء حين يقرأ مقالات ” الأسبوع الصحفي ” وقبلها ” الكواليس “يحق له أن يسائل الراي العام والدولة المغربية بكل أجهزتها ومخابراتها هذه الأسئلة الملحة :
-1- من يتهم من ؟  ومن يكون السائل ومن يكون المسؤول في قضية الصحراء الشرقية؟
في سنة 1957 وفد على قبائل الصحراء الشرقية ببلدة ” أمفيس “شرق الريصاني ،   وفد مغربي رسمي رفيع ، وأخبر الناس بأن بيعتهم في أعناقهم للملك والعرش و أن الدولة المغربية ترى ضرورة تأسيس إدارة لسكان الصحراء الشرقية تحت اسم : ” قيادة دوي منيع ” لإدارة  أحوال السكان في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات مع فرنسا لاسترجاع المناطق التي لم تحرر سنة 1956 ، لكن المسار أخذ اتجاها آخر ، فالمغرب ارتأى تأجيل موضوع   هذه الأراضي إلى أن تنال الجزائر استقلالها ، ولما تم ذلك الكل يعرف ما آلت إليه أحوال الحدود والصحراء الشرقية .
يحق أن نسائل الجميع : ألا تعد هذه المقالات وهذه الاتهامات ظلما مريرا وتشويها للحقائق وقلبا للمسؤوليات ، فعوض أن يطالب السكان الدولة بالتزاماتها تجاههم نرى أن بعض النخب وبعض المسؤولين يجنحون أحيانا إلى تحريك برك كان الأولى أن تظل بعيدة عن الصراع السياسي والتوظيف الإعلامي .
صحيح أن أحداثا وقعت ، ففي  السنين السابقة حدث أن نزحت بعض الأسر من قبيلة “لعمور ” نحو موطنها الأصلي : “العين الصفراء ” بسبب الأوضاع الاجتماعية القاسية ورأينا أن الإعلام الوطني انكب على الظاهرة و أولاها اهتماما خاصا وكأنه يترصد المواطنين لتسجيل بعض الهفوات ، لكن هذا الإعلام لم يحرك ساكنا في سنة 2007 ، فعقب أحداث ما يعرف بانقطاع التيار الكهربائي بمدينة “بشار” اتهم الامنيون الجزائريون السكان بولائهم لملك المغرب عبر شعارات رفعوها و كتابات حائطية خطوها فأعتقل منهم أزيد من 105 شخصا وأطلق سراحهم  فور وصول جنيرال جزائري إلى بشار .
3- إن هذه الاتهامات قد تثير نقاشا مشروعا حول” الوطنية ” ففي ظل العولمة تعد الوطنية نسبية ، وفي الحالة المغربية ونظرا لما آلت إليه أحوال” الرقعة  الجغرافية “للبلاد بعد الاستعمار ، فإن الوطنية لا ترتبط بحدود مسطرة ولا باجتياز لها من قبل جماعة مضطرة ، فحين تقر قبائل خلف  أسلاك ” حدود موروثة عن الاستعمار ” ، بالبيعة ، يصير للبيعة طابع استثنائي ويظهر للعيان كم كان البعض ” غير واقعي ولا ملم بالتاريخ وملابساته” حين دعا إلى إعادة النظر فيها وفي طقوسها ، أن هذه البيعة بالنسبة لقبائل كثيرة  مشتتة في أقطار مختلفة  هي المرادف للوطنية  !
إن من يرى في البيعة انحناء وطقوسا مذلة يكون كمن تخفي عنه  الشجرة الغابة ، فالبيعة تراث ثقافي وتاريخي وحضاري ساهم في انصهار قبائل واثنيات متعددة ، فالمغرب بالمفهوم السياسي ما كان له أن يعانق المغرب التاريخي في انسجام تام لولا البيعة ، فالمغرب التاريخي على الرغم من جنسياته المتنوعة –اليوم – يتماهى وينسجم مع المغرب السياسي الموروث على الاستعمار بفضل البيعة ، فالبيعة إثبات لحقوق حاول الاستعمار ويسعى المستفيدون منه إلى طمس معالمها .
-4- إن الرأي العام يجب أن يكون على بينة من تواجد أجزاء هامة من قبائل تنحدر من الصحراء الشرقية بالمغرب وتحديدا بالرشيدية وفجيج ، فجزء من النخبة المغربية يعلم أن المغرب بالمفهوم التاريخي كان يضم جزءا من الجزائر اليوم وموريطانيا ، وان سكان هذه المناطق ظلت مرتبطة بمناطق أخرى من مغرب اليوم ، فقبيلة دوي منيع على سبيل المثال تنحدر من منطقة بشار ( أو كير) لكن ظلت تتحرك بين بشار تافيلالت … لكن بعد 1962حدث شرخ في التاريخ والجغرافية وفي الذاكرة أيضا ، فلأول مرة تنتصب  الحدود لتشتت قبائل بين دولتين وجنسيتين وتوجهين اديولوجيين ، وتشاء صدف التاريخ الماكرة والسياسة الفاجرة أن يتم هنا وهناك التشكيك في وطنية السكان : هنا يتهمون بخدام أجندات غير”وطنية ” وهناك ينعتون بكونهم ملكين ومغاربة . 
-5- وإذا كان رئيس جماعة “عبو لكحل “   ببوعرفة ، باعتبار الجماعة تمثل قبيلة لعمور قد رفع دعوة قضائية ضد جريدة ” الأسبوع الصحفي ” فإن سكان الصحراء الشرقية يترقبون الحكم ومآل القضية لأنه سيكون مناسبة لاستشراف الموقف الرسمي ، ففي القضايا المصيرية كهذه ستكون للحكم إشارات وقراءات في السطور وما بين السطور !
إن الحكم قد يفصح عن الموقف الرسمي من ” إرث ” سكان الصحراء الشرقية المقيمين بالمغرب ، فالسكان حين قبلوا سنة 1956 بأمفيس ” البقاء في التراب الوطني المحرر سنة 1956  كان ذلك وفق اتفاق ووعد من قبل وفد رسمي أهم ما كان فيه استعادة تراب الصحراء الشرقية إلى الوطن ، لكن لحدود الساعة لم يتم استرداد هذه المناطق ، بل أن اتفاقية إفران المبرمة يبن المغرب والجزائر سنة 1972 سطرت الحدود وفق الموروث الاستعماري الشيء الذي يقتضي من الدولة المغربية التي يستقر على ترابها جزء من قبائل الصحراء الشرقية والدولة الجزائرية المستفيدة من الأرض وجزء من السكان أن يعيدا فتح المفاوضات حول قضايا السكان لتدشين مقاربة أخرى تليق بإنسان الألفية الثالثة .                   ربيع الاصفر

الخميس، 6 ديسمبر 2012

شعرالصحراء الشرقية قبيلة دوي منيع نموذجا

تعتبر الثقافة الشعبية من أهم و أبرز مقومات المجتمع لأنها تحافظ على استمراره وبقائه ، وهي البوابة والمنفذ الذي يساعد على وضع الجماعات في الطريق الصحيح لبلوغ النمو والتطور المنشود بل تعتبر الثقافة المحلية ضرورية لتسطير كل برنامج يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة
ومن هذا المنطلق سنحاول أن نقوم بتعريف القارئ ونقدم المهتم مادة خصبة لفهم جزء مهم من ثقافتنا الشعبية التي بقيت دفينة ذاكرة الإنسان تناقلها شفهيا دون أن تحظى بالتدوين وبالدراسة المستحقة مقارنة مع تراث جهات المملكة .
إن شعر قبيلة دوي منيع يعد جزءا مهما من الثقافة الشعبية المغربية لسكان الصحراء الشرقية المغربية والتي تعتبر مهد الدولة العلوية ، وهو شعر لا يخلو من مظاهر الحياة في شتى مجالاتها لأنه تصوير صادق لهموم هؤلاء السكان وتعبر صارخ عن آلامهم ، وآمالهم ، ومعاناتهم وطموحاتهم فهو يدفعهم إلى المقاومة والتحدي ، ومواجهة الأخر بحد السيف ، ووقع الكلمة ، فكان شعر هذه القبيلة ولا يزال تعبيرا صادقا عن تلك المظاهر والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي واكبها سواء ما تعلق بالبيعة والارتباط بالملوك العلويين أو ما تعلق بمقاومة الاستعمار ، أو ما وقع من أحداث وطنية أو محلية ... خصوصا لما وجد الشاعر قبيلته وأهله منقسمين بين دولتين . وربط هذا الواقع المتردي بالماضي المجيد ، مما دفع بكل الشعراء إلى ضرورة العودة إلى تلك القيم التي كان عليها الناس وسيطربها السكان على هذه المنطقة وبسطوا نفوذهم على هذه الجهة فكان درعا واقيا من التشتت والتفرقة والتخاذل أمام قوى الشر والعدوان .
وقبل أن نشرع في تحليل هذا الموروث الثقافي المهم لابد من التعريف بالمنطقة التي شب وترعرع بين شعابها و وديانها : 
التعريف بالمنطقة :
واد كير:"أو النيل الصغير كما كان يحلو لبعض المعمرين يسميه ، لأنه في نظره بإمكانه أن يحقق الرفاهية ورخاء عيش لدوي منيع ، وأن تصبح هذه المنطقة من أغنى منطقة في الصحراء الشرقية المغربية - المفوتة فرنسيا إلى السلطات الجزائري – إذا ما أحسن استغلاله "، بهذه العبارة عبر المعمر الفرنسي عن إعجابه واندهاشه بما تزخر به المنطقة وهو على هذا الوادي الذي يمتد على طول الصحراء الشرقية ويشق في طرقه سهلا خصبا رحبا مترامي الأطراف والنواحي تبلغ مساحته حوالي 3500 أو 4000 هكتار أو أكثر من الأراضي الصالحة للزراعة . وعن هذا الوادي المنطقة اسمها من جهة الصحراء الشرقية وقد عرفت باسم مركز العبادلة أو سهل العبادلة نسبة إلى قصر العبادلة الذي يدل على احد فصائل قبيلة دوي منيع . 
-
أما اسم كير فيعود إلى بداية القرن الأول الميلادي كما جاء في كتب بعض الرحالة الرمان الذين مروا بهذه المنطقة أثناء مطاردة للقبائل الامزيغية قديما ، إذ يعتبر سيتونيوس بولينيوس أول قائد روماني ؟أطلق هذا الاسم على الوادي ، بعد أن اخترق جبال الأطلس وكير وهو الوادي الذي من هذه الجبال مرورا بالقصور الشمالية لجماعة زادي النعام ببوذنيب بإقليم الرشيدية . ويمتد في عمق الصحراء الشرقية المغربية حيث يجتمع بوادي الناموس فيكونان وادي الساورة إلى أن تصب مياهه في توات في منحدر الصحراء الشرقية المغربية . 
أما كلمة كير فهي مشتقة من الكلمة العبرية "كارة " وتعني ( انقسم – صغر – ضاع – وتلاشى - ) ويعتبر هذا الوادي من أهم الوديان في هذه المنطقة إذ يبلغ طوله على ما يزيد على 600، 700 كلم كما جاء في بعض وثائق المستعمر .
"Gire prononcer Guire .ce explique pourquoi on la souvent écrit ainsi rivière de cette partie de la guetulie qui répond au région sud-est du Maroc. Elle descend de l’atlas oriental. Coule toujours au sud- sud reçoit l’oued en NAMOUSS . grossi de l’ oued SAOURA ;et va prendre dans les bas fond TOWAT ;au nord-ouest. Justifiant d’ailleurs tout. Ce qu’indique son nom . qui vient de L’HEBREUGRA(se diviser- s’amoindrir –disparaître- ). « Document pour servir l’étude au Nord-Ouest africaine. P. 262
طبيعة المنطقة : 
التربة : تعتبر هذه المنطقة خصوصا - سهل العبادلة – تربة فيضية منقولة حملها الوادي وأرسبها في هذه المنطقة لقلة انحدارها ، ازداد سمكها على مر السنين وتعاقب الفيض حتى بلغ سمكها في بعض المناطق 30م أو يزيد ، مما يدل على أنه سهل صالح للزراعة وخصوصا الحبوب . أما من ناحية النباتات فهي لا تختلف كثيرا على نباتات تافيلالت يغلب عليها الطابع الصحراوي ، أشجارها متوسطة الطول والحجم إلى جانب كثرة اشحار النخيل ، ولقد كونت هذه النباتات بمختلف أنواعها غابات كثيفة ساعدت على التخفيف من قساوة الجو وحجز زحف الرمال ، كما ساعدت السكان أثناء المقومة على تكبيد الاستعمار أفدح الخسائر ، وتنفيذ أهم العمليات الفدائية .
وعلى ضفاف هذا الوادي وداخل السهل انتشرت قصور كثيرة عرف كل وادح منها باسم الفصيل أو الفرقة التي بنته وقامت به : كقصر العبادلة وقصر أولاد عايد والمساعدة و الخوصيين و الادارسة و الذيابات وغيرهم ....

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

أعمال عنف بولاية بشار المحتلة ردا على التمييز الجزائري في حق أهلها

بشار المحتلة – أطلس نيوز/ خاص 

اندلعت طيلة نهار يوم الثلاثاء بولاية بشار المحتلة – 880 كلم شرق الرباط- أعمال احتجاجية ضد قوات الاحتلال الجزائري المرابطة بالمدينة، ردا على أعمال التمييز العنصري، التي تستهدف كبرى المدن المغربية المحتلة في الصحراء الشرقية، من قبل النظام العسكري الجزائري..


وقام المتظاهرون المغاربة الذين يرزحون تحت نير حكم الجنرالات الجزائريين، برشق مقر الولاية، وكذا مقرات الشرطة، والعديد من المباني الحكومية، ومباني المستوطنين الجزائريين، بقنابل "المولوتوف" المصنوعة محليا٬ مما تسبب في إغلاق حركة المرور بوسط المدينة٬ وإغلاق المؤسسات البنكية، فيما خلفت عددا من الإصابات في صفوف المحتجين من ذوي الأصول المغربية وعناصر شرطة الإحتلال.


وتأتي أعمال العنف هذه ثلاثة أيام، بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة "الساورة" التي تتبع ذات الإقليم، والتي نتج عنها حينذاك جرح العشرات، بينهم 32 شرطيا من عناصر الأمن الجزائري..


ووفقا لمصادر "أطلس نيوز.نت"، فإن تجدد أعمال العنف بإقليم بشار مرده هذه المرة، الإقصاء الممنهج الذي تتعرض له الأوساط الرياضية والثقافية من قبل السلطات المركزية في الجزائر العاصمة، والتي كان آخرها، العقوبات التي طالت الفريق المحلي "شبيبة الساورة"٬ على خلفية أحداث شغب اندلعت خلال مباراتها مع فريق اتحاد الحراش أحد أندية العاصمة..


وحول العقوبات التي طالت ممثل المدينة المغربية المحتلة، فإن مصادرنا تحدثت عن أن لجنة التأديب التابعة للرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم قررت اعتبار نتيجة المباراة في صالح الفريق العاصمي، مع خوض "شبيبة الساورة" لأربع مقابلات من دون جمهور، ودفع غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار " ما يساوي 20 ألف درهم مغربي"، وحرمان الفريق على قلة مداخله مقارنة مع الفريق الجزائرية، من التعويضات المتعلقة بحقوق التلفزيون٬ فيما عوقب نادي اتحاد الحراش فقط بغرامة مالية قدرها 100 ألف دينار، أي 10 ألف درهم مغربي فقط..
تعليق الصورة- وسط مدينة بشار المحتلة، ورمزها البراد المغربي الشهير..